عبدالرحمن عبدالخالق وخالد سلمان في «الأيام»

عبدالرحمن عبدالخالق وخالد سلمان في «الأيام»

>نجيب يابلي
نشرت «حديث المدينة» الغراء في العدد الصادر يوم الأحد 20 ديسمبر 2009، موضوعاً للزميل العزيز عبدالرحمن عبدالخالق عنوانه «الأيام أيامنا»، فقلت في نفسي «ما أشبه الليلة بالبارحة»، فماذا عن حديث البارحة؟ نشرت «الأيام» المحتجبة قسرياً منذ 5 مايو 2009، موضوعاً عنوانه «نص.. عبدالنور إذ يحلم» للزميل العزيز عبدالرحمن عبدالخالق، وتصدره الإهداء إلى خالد إبراهيم سلمان بتاريخ 6 يونيو 2007.
الأطراف الثلاثة في الموضوع تربطنا بهم علاقة حميمية: «الأيام» وهي «بيت العز يا بيتنا» كما تغنت به الراحلة الكبيرة فايزة أحمد، وخالد إبراهيم سلمان، رئيس تحرير «الثوري» سابقاً، الذي طلب حق اللجوء السياسي في بريطانيا في 18 نوفمبر 2006، حيث ذهب راكباً ومرافقاً لوفد رئيس الجمهورية، وآثر البقاء في بريطانيا بعد جرجرات بلغت العشرات بين محاكم ونيابات، وكأن السلطة فارغة ومتفرغة لإيذاء خلق الله ولي ذراع الشرفاء الذين خيروا بين أن يكونوا عبيداً أو عرضوا أنفسهم وأفراد أسرهم للأذى.
من لا يعرف الزميل خالد إبراهيم سلمان الرجل البسيط المتواضع والكاتب المبدع الذي كان يعطي كثيراً ويأخذ قليلاً، وإن كانت هناك من جريرة فقد كان حقه في التعبير عن رأيه في صاحبة الجلالة (الصحافة) باعتباره أحد فرسان بلاط جلالتها، ودفع الثمن فادحاً إلى أن جعل الله له مخرجاً في طائرة الرئيس التي أقلته إلى بريطانيا ليطلب حق اللجوء السياسي فيها.
جاء إهداء عبدالرحمن عبدالخالق لصديقه العزيز خالد سلمان ليعبر عن تضامنه معه بإهدائه "نص.. عبدالنور إذ يحلم"، وهي خاطرة قصصية بديعة صغيرة الحجم بالغة الأثر رمزية المبنى عميقة المعنى، وملخصها أن عبدالنور سكن منزلاً واسع الأرجاء، فضاق به ذلك المنزل (من فرط اتساعه)، فاختار الرصيف رفيقاً له، وعلى الرصيف تداعت الأحلام تباعاً وبسلاسة.
لقد حلم "ببلاد من ماء/ ليس بها حيطان/ ولا أعمدة نور ولا أخشاب/ لا جبل ولا جدران"، إلا أن الراوي يتدخل ليقطع أحلام عبدالنور معلقاً على الأحلام "ها.. ها.. ها ما هذا يا عبدالنور؟ فأين ستعلق صور السلطان؟!".
تدور الأيام فإذا عبدالرحمن عبدالخالق يتضامن مع «الأيام» في الموضوع السالف الذكر، وراح يسرد الخلفيات الجميلة لنشوء الصحافة في عدن في عصرها الذهبي، وذكر القارئ بأيام «الأيام»، بكتابها من جيل العمالقة، وكيف عادت «الأيام» بعد الوحدة لتتألق بين زميلاتها، وبدلاً من أن تتنفس السلطة الصعداء بأن المظهر الحقيقي للديمقراطية هو الصحافة، وأن الصحافة هي «الأيام» وأخواتها، إلا أن السلطة غلبت عليها المقولة المعروفة «الطبع يغلب التطبع»، فراحت تكيد لـ«الأيام» وتخرج من فصل إلى فصل من رواية المؤامرة عليها، وانتهت باحتجاب «الأيام» قسرياً.
حتى لا نبخس الزميل العزيز عبدالرحمن عبدالخالق حقه بالثناء عليه لوفائه تجاه عزيزين: «الأيام» وخالد إبراهيم سلمان، ولا نامت عين للجبناء المتآمرين!