أنباء متضاربة عن سير المعارك

أنباء متضاربة عن سير المعارك

الحرب تواصل حصد أرواح مئات المدنيين
لا شيء مؤكداً في حرب صعدة باستثناء أن المعارك الدائرة على أكثر من جبهة تواصل التهام مئات اليمنيين في ساحة مغلقة على أطراف الصراع والضحايا.
أكثر الأنباء دموية تلك القادمة من محور المواجهات بين الحوثيين والجيش السعودي وتحدثت عن "مجازر" طالت المدنيين.
ووفقا للمكتب الإعلامي لعبدالملك الحوثي فقد سقط ما لا يقل عن 70 قتيلا من المدنيين في غارة للطيران السعودي على سوق بني معين بمديرية رازح، وجرح أكثر من 100 آخرين، وحتى وقت متأخر من مساء نفس اليوم لم يعلق أي مصدر سعودي على النبأ.
وللمرة الثانية خلال أسبوع يتهم الحوثي الطيران السعودي بارتكاب ما يصفها بالمجزرة بحق مدنيين بعد هجوم سابق قال إن مقاتلات سعودية نفذته على منطقة مذاب قتل فيها 9 مدنيين وجرح آخرون بجروح.
وإذ يخوض الجيش اليمني الحرب السادسة مع الحوثيين منذ 11 أغسطس الفائت في مناطق صعدة وحرف سفيان بعمران من جهة، والحوثيون والجيش السعودي من جهة أخرى منذ الرابع من نوفمبر الفائت في مناطق حدودية بين اليمن والمملكة، تستمر حالة العزلة المفروضة على وسائل الإعلام، حيث تواجه صعوبة شديدة في توفير المعلومات من أرض المعارك باستثناء ما يرد من أطراف الصراع.
حتى الآن ما من تطور ميداني حاسم على مختلف محاور المواجهات سواء بين الحوثيين والجيش اليمني أو مع الجيش السعودي رغم ما تردد مؤخرا من أنباء عن استعانة السعودية بقوات مغربية وأردنية لمواجهة الحوثيين على ما ذكرت مصادر صحفية أوروبية.
في الجبهة المشتعلة مع الجيش اليمني دارت مواجهات ضارية في صعدة القديمة بين الجيش اليمني وعناصر الحوثيين، قالت مصادر صحفية إنها حصدت العشرات من الجانبين، وتحدثت مصادر الجيش عن "تضييق الخناق على المتمردين في المدينة"، وأعلنت مصرع العديد من القيادات الحوثية هناك.
لكن الحوثي قال إن قوات الجيش لم تحقق أي تقدم، واتهمه في بيان باللجوء "لقصف الأهالي بالدبابات والمدافع" بعد حصار المدينة منذ 3 أشهر.
وبالتزامن مع حرب الشوارع التي اندلعت في صعدة القديمة، أعلن الجيش عن استسلام عشرات الحوثيين وتكبيد "المتردين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".
في محاور أخرى كحرف سفيان والملاحيظ وصعدة قالت مصادر الجيش إن قواته سيطرت على مواقع وجبال ودمرت مخازن أسلحة وورش يستخدمها الحوثيون لإعداد الألغام والمتفجرات.
على الجانب الآخر من المواجهات مع الجيش السعودي، تراوحت وتيرة المواجهات بين الهدوء والتصعيد، في حين قالت بيانات المكتب الإعلامي للحوثي طيلة الأيام الماضية إن الطيران السعودي نفذ عشرات الغارات على مناطق وقرى حدودية وفي عمق الأراضي اليمنية، وأطلق مئات الصواريخ.
وبعد مواجهات متقطعة في مناطق جبل الرميح والدود والدخان، أعلن الحوثي عن سيطرة مقاتليه الجمعة الفائتة على موقع الجابري السعودي وقتل وأسر عدد من الجنود والاستيلاء على ما فيه من عتاد، وهو ما نفاه مصدر سعودي، لكنه قال إن قوات من الجيش استطاعت السيطرة عليه ودحر المتسللين منه بعد قتل عدد منهم.
والأحد عاد بيان للحوثي وقال إن الموقع سيطر عليه مقاتلوه، وبث مقطع فيديو يظهر العملية والعتاد الذي غنمه مقاتلوه.
جاء التصعيد الحوثي ردا على ما قال إن الجيش السعودي استخدم (موقع الجابري) لقصف القرى والمناطق اليمنية الحدودية.
ولم يخل بيان للحوثي من الإعلان عن صد زحف سعودي على الأراضي اليمنية، ومرارا قال إن جميع هجمات الجيش السعودي التي حاولت اختراق الأراضي اليمنية صدها مقاتلوه "وتم كسر الزحف وردع المعتدي".
خلافا للتغطية الإعلامية الواسعة التي رافقت عمليات الجيش السعودي منذ بدايتها، فإن الإعلام السعودي بات مقتصدا في الإشارة إلى وقائع المواجهات، رغم استمرار هجماته على نحو شبه يومي.
في الأيام الأولى التي تلت دخول السعودية طرفا مباشرا في الحرب أعلنت مصادر عسكرية سعودية استهداف الطيران العسكري لمواقع داخل الأراضي اليمنية (رازح، القلعة، وشدا) تقول إنها للحوثيين، قبل أن تعود لنفي استهداف قواتها الأراضي اليمنية.
وقد اتهم الحوثي القوات السعودية مرارا باستهداف المدنيين واستخدام أسلحة محرمة وقنابل فسفورية. والأحد الفائت كانت الحصيلة التي أوردها بيان للجماعة مروعة، فقد قتل في الغارة السعودية 70 مدنيا وجرح أكثر من 100 عندما استهدفت مقاتلة سعودية سوقا في رازح؛ المنطقة التي سبق للسعوديين الإعلان عن استهدافها.
 

***
 

تفحم جثث العشرات بعد قصف الطيران السعودي لسوق في رازح
* "النداء"
قتل 66 مدنياً على الأقل وأصيب أكثر من 100 بجروح متفرقة في غارة لمقاتلات سلاح الجو السعودي استهدفت، أمس الأحد، سوقا مكتظا في مديرية رازح بمحافظة صعدة، فيما عقد مجلس الدفاع الوطني الأعلى اجتماعا برئاسة الرئيس علي عبدالله صالح، كرس وفقا لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" لمناقشة أزمة المواجهات في صعدة وتفاعلات القضية الجنوبية والمواجهات مع خلايا تنظيم "القاعدة" والترتيبات الخاصة بالحوار الوطني.
وقال سكان محليون في صعدة إن عدة قنابل وصواريخ أطلقتها مقاتلات سعودية نهار الأحد، بصورة متتالية على سوق "الحماس" في منطقة بني معاذ بمديرية رازح، ودمرت خلالها العديد من المحال والمنازل المجاورة "وتم انتشال عشرات الجثث من تحت الأنقاض وتفحمت جثث أخرى جراء القصف".
وجاءت الغارة الجوية على سوق الحماس بعد مواجهات دامية بين الجيش السعودي والحوثيين في منطقة الجابري السعودية في إطار محاولات الجيش السعودي استعادة المنطقة التي قال الحوثيون إنهم استولوا عليها بعد طرد الجيش السعودي منها الخميس، واستيلائهم على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد نشروا عنها تاليا مقاطع فيديو توضح الأسلحة والعربات التي استولوا عليها في هذا الموقع.
وفيما أكد النائب في البرلمان عن مديرية رازح عبدالكريم جدبان أن عدد ضحايا الغارة الجوية السعودية وصل إلى 32 قتيلا من المدنيين، أكد الحوثيون أن عدد القتلى وصل إلى 70 قتيلا وحوالي 100 جريح.
واتهم الحوثيون النظام السعودي بـ"ارتكاب مجزرة بشعة"، مشيرين إلى أن طائراتها الحربية شنت الأحد 50 غارة جوية على مديرية رازح "تركزت على الأسواق والقرى والطرقات العامة
في عمليات وحشية إجرامية أثارت غضبا واسعا في صفوف المواطنين جراء هذه المجزرة البشعة بحق أبرياء ومتسوقين ومواطنين يبعدون عشرات الكيلومترات عن مناطق المواجهة".
وأكد الحوثيون أن مقاتليهم صدوا ليل الأحد زحفا سعوديا على جبل المدود "وتم تدمير دبابة وثلاث سيارات هامر" تلاه 31 غارة جوية شنتها الطائرات الحربية السعودية استهدفت مناطق الغاوية ومجدعة وجبال الرميح والمدود ومديريتي رازح وضحيان ومناطق ينسم وطخية ومركز الجابري في مديرية رازح، "وواصلت الطائرات قصف القرى اليمنية طوال ساعات النهار".
وفي الجانب اليمني أفادت وزارة الدفاع بأن الجيش وجه ضربات موجعة للمتمردين الحوثيين في عدة مناطق من محافظة صعدة، وتمكن من تدمير العديد من أوكار المتمردين في منطقة مطرة مقر إقامة القائد الميداني للمتمردين عبدالملك الحوثي، إضافة إلى تدمير مخازن أسلحة وورش لتجميع وتصنيع الألغام والمتفجرات والمراكز القيادية.
وقالت إن الوحدات العسكرية في مديرية حرف سفيان بعمران واصلت تمشيط العديد من المناطق التي زرع فيها الإرهابيون حقول ألغام، وأحبطت محاولات للمسلحين في تل شمسة وكبدتهم خسائر فادحة، فيما واصلت وحدات أخرى ضرب أوكار المسلحين في مديرية الملاحيظ.
واستمرت المواجهات بين المسلحين والجيش في مدينة صعدة القديمة. وقال مسؤول عسكري إن الجيش ضيق الخناق على ما تبقى من الخلايا النائمة ودمر 3 من أوكارهم.
وأقر مجلس الدفاع الأعلى في اجتماع عقده أمس برئاسة الرئيس علي صالح، التصورات الخاصة بالحوار الذي دعا إليه الرئيس صالح وحدد موعده بنهاية ديسمبر الجاري.
وأكد مجلس الدفاع على إجراء الحوار "تحت سقف الشرعية الدستورية والالتزام بالثوابت الوطنية وبما يحقق الاصطفاف الوطني"، ودعا إلى تضافر الجهود لمواجهة آفة الإرهاب، وتوعد "العناصر الإمامية المرتدة والمتآمرة وغيرها من القوى المتربصة بالوطن وأمنه واستقراره ووحدته بعدم النجاح".
واعتبر مجلس الدفاع ما يجري في المحافظات الجنوبية أنشطة تخريبية، وأقر اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على الأمن والسكينة العامة، "مشددا على أن الأجهزة الأمنية لن تتهاون مع أي عابث بالأمن أو أي مجرم".