786 إصابة في مدينة تعز، ومصدر طبي يكشف لـ"النداء": نجهل عناوين 95% منهم

786 إصابة في مدينة تعز، ومصدر طبي يكشف لـ"النداء" : نجهل عناوين 95% منهم

كشف مصدر في المختبر المركزي بمحافظة تعز أن عدد الحالات التي تأكد إصابتها بوباء حمى الضنك بلغت 786 حالة حتى مساء الجمعة الماضية.
 وقال في تصريح لـ«النداء» أن 70٪_ من الحالات المصابة من كبار السن.
واوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن 50٪_ من الحالات
المصابة تم اكتشافها الأسبوعين الماضيين، معرباً عن تخوفه من تصاعد عدد الحالات إذا ظل مكتب الصحة يعمل بنفس الآلية السابقة لمكافحة الوباء.
وقال إن الجهود المبذولة من قبل مكتب الصحة لا ترقى إلى خطورة الوباء.
وإذ أشار إلى غياب الاحساس بخطورة الوضع كشف عن عدم رصد أي ميزانية لمواجهة الوباء. وقال: لم يتم اعتماد اي مبالغ أخرى غير تلك التي فرضتها قيادة المحافظة على مكتب الصحة ومكتب الاشغال في اجتماعهم الأول بشأن الوباء قبل شهرين والتي لم تتجاوز 5 مليون ريال.
وبخصوص تسجيل حالة وفاة واحدة بحمى الضنك وفق إفادة وزير الصحة في مجلس النوب قبل اسبوع قال المصدر: تصريح الوزير لم يكن دقيقاً ف 5 ٪_ من اجمالي الحالات التي تأكد أصابتها ظلت تتلقى العلاج في المراكز الصحية فيما 95٪_ من عدد المصابين لا أحد يعرف عناوينهم. موضحاً أن معظم المصابين بحمى الضنك يمتنعون عن تزويد المختبر المركزي بأي بيانات بخصوص مقر اقامتهم وارقام تلفوناتهم.
ولفت إلى أن ادارة الترصد الوبائي حصرت مهامها على استقبال البلاغات الواصلة لهم من المختبر المركزي بالحالات المصابة فقط.
 
***
بعوض الضنك يفتك بضحاياة في وضح النهار والحكومة تواجهه ليلاً بالناموسيات!
 
لا تحتمل فاطمة البقاء في مطبخها دون مذياع. هي من منطقة شمير، وحين قصدت منزلها الزوجي في حي المطار القديم بمدينة تعز، قبل 37 عاماً، كان جهاز الراديو أحد محتويات حقيبة العروس.
بعد مضي 4 عقود على زواجها صارت فاطمة في الستين من عمرها، وأماً ل4 بنات وولدين أصغرهم منير، 21 عاماً، وعلاقتها بالراديو أضحت أكثر وشاجاً.
وحين بدأت إذاعة تعز تبث برنامج التوعية للوقاية من حمى الضنك قبل قرابة شهرين، كانت الحجة فاطمة في المطبخ رفقة ابنتها العزباء تعدان وجبة الغداء. مقدم البرنامج الإرشادي المعد من مكتب صحة تعز، تلا على مستمعيه طرق النجاة من «الضنك». بدءاً بالتخلص من المياه في الأواني والخزانات المكشوفة، والتخلص من إطارات السيارات المهملة، وصولاً إلى استخدام الناموسيات في المنازل.
بالنسبة لفاطمة فالتخلص من المياه تصرف غير عقلاني "اشتريت وايت ب1300، الماء مقطوع يجي برأس (كل) ال40 يوم". كانت الناموسيات خيار فاطمة: "اشتريت 3 ناموسيات ب10.500 ريالـ". وضعت ناموسية في غرفة نومها، وأخرى في غرفة ابنها منير، وثالثة في غرفة ابنتها الصغرى.
بعد مضي أسبوعين على شراء الناموسيات، كانت فاطمة تستلقي على أحد أسرة قسم الطوارئ في مستشفى الجمهوري. لقد ارتفعت درجة حرارتها إلى 42 درجة بشكل مفاجئ. في المستشفى نصحها الأطباء بعمل فحص في المختبر المركزي. كانت الأعراض التي ظهرت على فاطمة قد اعتاد عليها أطباء المستشفى. وفي اليوم الثاني عرفت رفيقه المذياع أنها مصابة بحمى الضنك، وبقدر من الحظ تعافت فاطمة بعد 10 أيام.
«الحمدلله كنت بين الحيا والموت، والله لطف» قالت فاطمة لـ«النداء» عصر الجمعة الماضية، عبر الهاتف.
تؤمن فاطمة بالقدرية المتحكمة بحياتنا: «المكتوب مكتوب (الإصابة). عملنا ناموسيات ومحد يقدر يهرب من المكتوب».
بعد مضي شهر على شفائها لم يعتذر معدو برنامج التوعية للوقاية من وباء الضنك عبر إذاعة تعز، عن الخطأ الذي أوقع بفاطمة، فالبعوض الناقل لفيروس حمى الضنك هو بعوض غير ليلي يدب نشاطه مع شروق الشمس وينتهي قبل الغروب.
لم يعتذر معدو البرنامج عن الخطأ القاتل، كما ولم يبادر أحد لتصحيحه. قد يكون خطأً غير مقصود، لكن عبدالناصر الكباب مدير مكتب الصحة في محافظة تعز، الذي يرأس غرفة العمليات المخصصة لمواجهة هذا الوباء، في محاضرة له في مدرسة الخنساء أمام مدراء المدارس والموجهين، طلب منهم حث الأهالي على اتباع طرق مكافحة بعوض الضنك، معدداً الخطوات التي تلاها مقدم برنامج الوقاية في إذاعة تعز، واصلاً إلى نصحهم باستخدام الناموسيات في المنازل. وللأمانة الصحفية فإن الكباب أضاف إلى الناموسيات استخدام الصابون والمراهم الطاردة للبعوض.
الكباب في محاضرته أكد أن حمى الضنك استوطنت في مدينة تعز منذ 1994.
غير أن أحد أطباء قسم الفيروسات في المختبر المركزي بتعز أكد أن أول حالة تم الاشتباه بأعراضها كانت في 1996، وأن إدارة المختبر حينها أخذت عينة من دم المشتبه إصابته وأرسلتها إلى «تايوان» للتأكد من الإصابة، غير أن نتائج الفحص لم تعد إليهم.
الآلية التي اعتمد عليها الكباب في تعامله مع حمى الضنك تفصح مدى مجازفته حين حدد تاريخ استيطان الوباء في تعز.
معلوم أن الكباب كافح طويلاً كي ينفي وجود الضنك في تعز، وفي 20 ديسمبر 2005، أي بعد يوم من وفاة علي الدميني رئيس نقابة الأطباء والصيادلة بتعز، متأثراً بحمى الضنك، طلع الكباب عبر صحيفة «الجمهورية» بتصريح ينفي وجود حمى الضنك في تعز رداً على بيان النعي الصادر عن المكتب التنفيذي الأعلى لنقابة الأطباء والصيادلة، الذي قال إن الدميني توفي متأثراً بالحمى "النزفية" (حمى الضنك).