التلال وجمعيته العامة!

«عندما هبط التلال قلت حينها: آخر شيء يضرب من الزمن الجميل، وفعلاً أنا شخصياً فوجئت بهبوط التلال. التلال ناد عريق كغيره من الأندية، كالوحدة وشمسان وغيرهما؛ لكن إذا كانت هذه الأندية قد واجهت بعض الأحيان مشاكل إدارية مش مشاكل فنية، التلال يبدو لي أيضاً عندما هبط هبط لأسباب تنظيمية وانتقال الرعاية والاهتمام بالنادي من يد إلى يد، ولأسباب أيضاً سياسية. وللأسف عندما تدخل السياسة في مجال الرياضة تخرّب ولا تفيد». ذلك ما قاله الدكتور ياسين سعيد نعمان، أول رئيس لنادي التلال، في مقابلة أجريتها معه ونشرتها «النداء».
التلال –تاريخياً- هو عنوان الرياضة اليمنية، ليس بعمادته لأنديتها فحسب، وإنما بإنجازاته ونجومه الذين مازالوا يتربعون على عرش النجومية، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: عزام خليفة، ابوبكر الماس، شرف محفوظ...
ومن هذا المنطلق فالحالة التي وصل إليها النادي لم ترض أحداً، وأثارت مخاوف الجميع، ولا أقصد هنا شبح الهبوط الذي لازم الفريق طوال الموسم الكروي المنصرم وتفاداه الفريق في اللحظات الأخيرة بـ«سيناريو» أثار حفيظة الكثيرين على الساحة. تدهور حالة التلال لا يقتصر على فريق كرة القدم، بل إنه يتمثل في الوضع الإداري داخل النادي، وتغييب الجمعية العمومية عن القيام بدورها الفاعل، والاستعاضة عنها بثقافة "التعيين" وفق رغبات ونزوات سياسية لا علاقة لها البتة بالرياضة.
لذا لا ضير أن نجد أعضاء صحيفة التلال في منتدى «كووورة» يستشعرون المسؤولية ويحتشدون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ويبعثون برسالة إلى محافظ عدن ونائبه يطالبونهم من خلالها بضرورة مساعدة الجمعية العمومية للنادي على ممارسة مهامها وصلاحياتها، خصوصاً والانتخابات الرياضة على الأبواب. ما الذي تعنيه هذه الرسالة، وفي هذا الوقت تحديداَ؟
من وجهة نظري المتواضعة أن هناك شعورا تجسد لدى التلاليين بتعمد حرمانهم من إدارة شؤونهم، و«سلب» الجمعية العمومية حقها في اختيار من يتولى رئاسة النادي وأعضاء مجلس الإدارة، وأن السياسة باتت تفرض على التلاليين أشخاصا ليس لهم علاقة بالنادي ولا يحملون عضويته التي يطالب أعضاء «كووورة» بتفعيلها وتجديدها ومنحها وفق شروط وضوابط كان قد وضعها تلاليو الأمس!
نعم، هكذا باتت رئاسة التلال حقاً لغير أبنائه. وبنظرة سريعة للسنوات الأخيرة تتضح لنا المخالفة الصريحة للنظام الأساسي للأندية والاتحادات، المقر من قبل وزارة الشباب والرياضة، والذي يشترط أن يكون عضواً للجمعية العمومية. فبالله عليكم، هل كان عبدالوهاب راوح، ومن بعده عبدالكريم راصع، وحالياً عارف الزوكا، أعضاء في الجمعية العمومية؟ بل لعلهم نسوا أيضاً أن يحصلوا على عضوية النادي حتى بعد أن أصبحوا يجلسون فوق كرسيه!
ويبقى التساؤل: هل سيحصل التلاليون على حقوقهم، ونرى الجمعية العمومية تمارس حقها في الاختيار، أم أن السياسة ستبقى حاضرة في التلال حتى إشعار آخر؟ وكفى!