أول يمنية تتخصص في تربية النحل وفي الاستفادة العلاجية من العسل.. فائزة صالح عبدالله: المستخلصات النباتية لمكافحة أمراض النحل طرق فعالة لمنع تلوث البيئة ومنتجات النحل

أول يمنية تتخصص في تربية النحل وفي الاستفادة العلاجية من العسل.. فائزة صالح عبد الله: المستخلصات النباتية لمكافحة أمراض النحل طرق فعالة لمنع تلوث البيئة ومنتجات النحل

 نادرة عبدالقدوس
 تُعد فائزة صالح عبد الله أول امرأة يمنية، وعلى مستوى الدول المجاورة، مختصة في تربية النحل ومنتجاته. وكانت التحقت بكلية ناصر للعلوم الزراعية بجامعة عدن كمعيدة في قسم وقاية النبات عام 1976، ثم تدرجت في الألقاب العلمية في الجامعة حتى تحصلت على لقب أستاذ في مايو 2006. وتقوم حالياً بتدريس المواد العلمية، كعلم الحيوان العام وعلم تربية النحل وأمراض وآفات نحل العسل وغيرها من المواد العلمية للمستويات الدراسية المختلفة في الكلية.
لها 34 بحثاً علمياً عن النحل ومنتجاته، نُشرت في مجلات علمية محلية وخارجية، كان أبرزها "تأثير التغذية بالمحاليل السكرية على إنتاج الشمع لدى طوائف نحل العسلـ" (المجلة الزراعية) بلوفديف 1990 باللغة البلغارية. كما صدر لها خمسة كتب علمية عن تربية النحل ومنتجاته أهمها "منتجات نحل العسل.. قيمتها الغذائية والعلاجية" عام 2000 عن المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي، وفيه حصلت على جائزة جامعة عدن عام 2001 كأفضل كتاب في العلوم الطبيعية والتطبيقية، وآخرها كتيب إرشادي للنساء المستهدفات في تربية النحل تحت إشراف منظمة "كوبي" عام 2008.
ولل أ. د. عبد الله حضور بارز في محافل علمية إقليمية ودولية ضاهى مستويات علمية للعديد من المختصين والباحثين في تخصصها؛ فكان أن برز اسمها بين قلائل من الباحثين والمختصين في مجال تربية النحل ومنتجاته، كان آخر مشاركاتها العلمية في المؤتمر الدولي السادس لاتحاد النحالين العرب من 17 حتى 19 مارس المنصرم، والذي نظمته الجمعية السعودية للعلوم الزراعية بجامعة الملك سعود بالتعاون مع اتحاد النحالين العرب في فندق قصر أبها في منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية.
عن بحثها العلمي الذي قدمته في المؤتمر المذكور والموسوم بـ"مكافحة الفاروا بمستخلص الكبزرة في طوائف النحلـ". قالت لـ"النداء": "الحلم أو الفاروا مرض يسبب مشاكل كبيرة في خلايا النحل يعاني منها النحالون في جميع أنحاء العالم؛ وعملية مكافحة هذه الآفات بالمبيدات الكيماوية تسبب تلوثاً للبيئة وتؤثر على منتجات النحل، لذا فإن بحثي يهدف إلى استخدام المستخلصات النباتية كالزيوت الطيارة، الكبزرة، الكافور، ورق السدر، وغير ذلك، كطرق فعالة لمكافحة آمنة للأمراض المختلفة التي تصيب النحل ولمنع تلوث منتجاته".
تحصلت أ. د. فائزة عبد الله على درع جمعية النحالين العراقيين في المؤتمر تقديراً لها على بحثها، كما تحصلت على شهادة تقديرية من رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي السادس للنحالين العرب تقديراً لمشاركتها الفاعلة في المؤتمر.
وعما استفادته من مشاركتها في هذا المحفل الدولي الكبير تقول: "المشاركات العربية والدولية فرصة سانحة للمشاركين والمهتمين في مختلف مجالات العلوم الإنسانية لتبادل المعارف والخبرات. أما عن مشاركتي في المؤتمر الدولي السادس للنحالين العرب، فقد اطلعت على الكم الهائل من الأبحاث المقدمة إلى المؤتمر، كما تم التبادل المعرفي بين الباحثين والعلماء من الدول العربية وغيرها من دول العالم، وتمكنا من إقامة علاقات زمالة وصداقة بيننا لتبادل المعرفة والاستفادة من الخبرات في مجال تربية النحل وتنمية منتجاته، وهذا مكسب هام لنا كباحثين وعلماء في هذا الميدان، خاصة أنني أيضاً مشرفة على رسائل الماجستير والدكتوراه لبعض الطلاب السعوديين في كلية ناصر للعلوم الزراعية، وهناك أيضاً طلاب يمنيون يدرسون في الجامعات السعودية، وهذا بحد ذاته يوطد العلاقة الأخوية بيننا كأساتذة جامعيين وكباحثين مشتركين في التخصص والاهتمام ذاته. ولأن المؤتمر السادس حفل أيضاً بمعرض ثمين لمنتجات النحل؛ فقد ساعد ذلك على التعرف على الشركات العالمية التي تنتج الأجهزة المتطورة في مجال تربية النحل وتطوير منتجاته، للتواصل معهم مستقبلاً والاستفادة من تجاربهم، إذ إنني أقوم بالإشراف على تربية النحل والنحالة في محافظة الضالع منذ عام 2008 حتى اليوم لمدة 3 أشهر في صيف كل عام، وقمت قبل ذلك بعملية المسح الميداني الشامل في 9 مديريات بالمحافظة لتصنيف الأشجار والمراعي المنتشرة فيها وتشخيص أنواع الخلايا الموجودة في المديريات وأمراض النحل المنتشرة فيها".
تبذل فائزة مع عدد من الأساتذة في كلية ناصر للعلوم الزراعية جهوداً جبارة للارتقاء بالعمل الأكاديمي وللحفاظ على منحل النحل المتواضع في الكلية وعلى تربية النحل فيه ودرء المخاطر عنه. وبسبب شح إمكانيات الكلية يجد طلاب الدراسات العليا في الكلية صعوبات جمة في القيام بالتحليلات العلمية في أبحاثهم التي تشرف عليها.
 
***
 
دمت السياحية تصرخ: مكانني ضمآااااااااااااان
 
 دمت - فؤاد مسعد

تعيش مديرية دمت بمحافظة الضالع، هذه الأيام، موجة جفاف ألقت بظلالها على الجميع، لاسيما المدينة والقرى المجاورة لها. ولم يعد أبناء دمت يكترثون لما كانوا يصرخون منه سابقا، والمتمثل في الاستنزاف المستمر لمياهها الكبريتية؛ فقد غدوا مشغولين بما هو أكبر من مياه حارة تعود فوائدها باردة إلى جيوب خاصة ليست معنية بما تعانيه المديرية من نقص في الخدمات وتردٍّ في الأحوال المعيشية؛ حيث تنتصب حاليا أزمة خانقة في مياه الشرب، إضافة لنضوب كثير من الآبار التي كان يعتمد عليها إلى وقت قريب، وغدا لسان الحال يقول: لا يهم أن تبقى المياه الكبريتية أو تنفد ما دمنا نواجه مصيرا مجهولا جراء الجفاف وانعدام مياه الشرب النقية.
قبل بضعة أشهر تطرقت "النداء" إلى ما سيجره توقف المشروع الرئيسي لتزويد المدينة والقرى المجاورة، وإلى الآن لا يزال خارج الخدمة بعد تكسير عدد من معداته وعجز إدارته ومعها السلطة المحلية عن إصلاحها أو توفير البديل.
يقول مدير فرع مؤسسة المياه إن الصعوبات التي تواجههم كثيرة، وفي مقدمتها أن ضخ المياه حاليا يجري في بئر واحدة ويتم تشغيلها لعدد محدود من المنتفعين، فيما تحرم المدينة ومعظم القرى التي كانت مستفيدة من المشروع.
وفيما يتعلق بالبئر الثانية يقول عبده الحدي: "لقد قمنا بتركيب الغاطس الجديد والمولد عاطل، ونحاول الآن إعادة تشغيل المحرك السابق وتكاليف إصلاحه كبيرة". ويقترح أن تقوم قيادتا المديرية والمحافظة بمخاطبة المؤسسة العامة للمياه لسرعة تزويد الفرع بمحرك ديزل وبصورة إسعافية وعاجلة، لأن توقف المحرك تسبب في تأخير إعادة ضخ المياه إلى المدينة والقرى المجاورة لفترة طويلة.
وبخصوص الإيرادات يقول عبده الحدي إن ما جرى تحصيله خلال الفترة الماضية تم إيداعه إلى حساب فرع المؤسسة وهناك مديونية لدى المشتركين مُرحّلة منذ سنوات وتقدر بحوالي واحد وعشرين مليون ريال، "لا نستطيع تحصيلها في هذا الظرف لأن المشروع متوقف، فالمواطنون يقولون: كيف ندفع والماء غير موجود!؟".
وتحضر مسألة الحفر العشوائي بين أسباب الجفاف الموجود في المديرية، خصوصا في الأماكن القريبة من فوهة البركان، وهو ما أدى إلى إهدار المياه ونضوب كثير من الآبار. وهذا في نظر مواطنين يعد خطرا كبيرا، كونه يجري دون مراعاة أهمية تلك الكميات التي كانت مخزونة، باعتبارها مخزونا استراتيجيا، ولعل ذلك بسبب الطفرة التي شهدتها مدينة دمت جراء التوسع العمراني، إضافة للاهتمام بزراعة القات الذي ازدهرت تجارته على حساب المخزون الذي يوشك على النضوب.
مصادر محلية أفادت "النداء" بأنه بلغ إجمالي الآبار الارتوازية حوالي أربعمائة وثمانين بئرا، تستنزف في الثانية الواحدة ما يقارب 1400 إنش، ناهيك عما تستهلكه الآلات من عشرات الآلاف من لترات الديزل. هذا الأمر يثير تخوف الكثير من أبناء مديرية دمت وخشيتهم من خطر داهم يهدد الحياة والإنسان.
يقول مدير عام فرع الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف بمحافظة الضالع، المهندس فهمي أحمد محرم، إن المحافظة تعاني بشكل عام من شح المياه وبعض المناطق والمديريات التي توجد بها أحواض مائية صغيرة وبعض المصادر (آبار ارتوازية، آبار يدوية، عيون، غيول...) تعاني من التلوث، بسبب ارتفاع نسب تركيب العناصر التي تجعل هذه المصادر ملوثة. ويضيف قائلا: "مديرية دمت تعاني من ارتفاع نسبة الحديد والكبريت، بشكل رئيسي، في أغلب المصادر، وكذا الاستنزاف الجائر للمياه إذ يتم استغلالها في ري أشجار القات بنسبة 90%، وكذلك الحفر العشوائي الذي أدى إلى الهبوط الحاد في منسوب المياه، والذي بدوره يهدد المحافظة بصورة عامة بالجفاف. ويتراوح الحفر في بعض المناطق في أعماق تصل إلى ما بين 650-700 متر، علماً بأنه يوجد على مستوى المحافظة كثير من الآبار، يدوية وارتوازية". ويوجز في تصريحه إلى صحيفة "الجمهورية" الحلول والمعالجات بالآتي:
- إنشاء الحوافز المائية الاستراتيجية والحواجز المائية الصغيرة.
- إنشاء خزانات حصاد مياه الأمطار في المناطق الجبلية المرتفعة والوعرة.
- إعادة تأهيل المصادر السطحية، من آبار يدوية وعيون وغيول... للاستفادة منها واستغلالها بصورة جيدة.
- تكثيف الجهود بين الجهات ذات العلاقة للحد من الحفر العشوائي.
- إعداد وتنفيذ خطة واستراتيجية للتوجيه وحث وتشجيع المواطنين على استخدام طرق الري الحديثة لترشيد استهلاك المياه، والتشجيع على زراعة الحبوب والزراعة المطرية.
- الحد من زراعة القات، الذي يستهلك حوالي 90% من المياه.
- عمل دراسات دقيقة عن الأحواض المائية في المحافظة.
- العمل على توعية وتأهيل وتحفيز المجتمعات على أهمية الحفاظ على المياه ونشر التوعية بالمخاطر المستقبلية لنضوب الأحواض المائية بالمحافظة.