بن دغر.. الرجل الذي ابتسم للكارثة

بن دغر.. الرجل الذي ابتسم للكارثة - صالح علي السباعي

بن دغر.. الرجل الذي ابتسم للكارثة - صالح علي السباعي
«ابتسم انت في اليمن!» عبارة تدعوك ألا تندهش ولا تتعجب مما يحصل في اليمن، فكل شيء ممكن ومقبول؛ إلا ابتسام الاخ الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، حينما وطأت قدماه «المكلا» يوم الكارثة، خلال مرافقته فخامة الاخ الرئيس في جولته التفقدية، حيث ظهر السيد الامين العام المساعد امام الكاميرا ترتسم على محياه ابتسامة عريضة، وكأنه يسخر من الكارثة، ويقول لها: سنعيد بناء كل ما هدمتيه.
وبالتالي سيتعزز دور القيادي ويعلو نجمه، في زمان غاب فيه رجالات حضرموت عن المشهد السياسي تاركين الجمل بما حمل لبن دغر ومن هم يحملون صفاته نفسها ممن تتطلبهم المرحلة، من الذين اعتاد اكثرهم تمثيل دور القرد الصيني: لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم. لا فرق عنده إن كإن رئيس لجنة الاغاثة (باراس) ممن يعرفون شعاب مكة، أو «ابو راس» الذي لم يكن صادقاً ولا أميناً في شرح معاناة المنكوبين كما تقول الاخبار، لكن ذلك كله لا يهم بن دغر ورفاقه من الذين اصبحت قضيتهم الوحيدة البقاء في مراكزهم الكرتونية في صنعاء، مهما كانت معاناة المنطقة التي وصلوا إلى مراكزهم القيادية بفضلها، ورحم الله وزير المالية السابق الاستاذ (محمد محفظو باحشوان) الذي قدم استقالته لرئيس وزراء الشطر الجنوبي سابقاً الاستاذ محمد علي هيثم في زمن الانتفاضة (زمن بن دغر) بعد أن رفض بن دغر إيقاف عملية تأميم قوارب الصيادين في حضرموت. قدم الرجل استقالته تضامناً ضد ما يجري لأهله. ثم غادر الوطن إلى مصر. وهو موقف يتذكره ابناء حضرموت حتى بعد رحيله عن عالم الزوال. والناس على يقين اليوم من ان بن دغر ورفاقه من الذين وصلوا إلى مناصبهم حسب (الكوتا) لن يجرؤ أحدهم على الوقوف موقف الوزير المرحوم، ولا حتى الحديث عن الاغاثة وأحوال المنكوبين، حتى وإن استمر بقاؤهم في الخيام عشرات السنين. ونعود من جديد لتلك العبارة الشهيرة (ابتسم انت في اليمن) ولا تتعجب من ابتسامة الاخ الامين العام المساعد لاكبر حزب، فقد اعتاد الناس رؤية الكثيرين يجهلون أصول البرتوكول والاتيكيت معاً ويبتسمون للكوارث وخلف النعوش.
فهو ليس الوحيد المبتسم، فما هو إلا واحد من بين عشرات المبتسمين للكوارث والمستفيدين منها.