هل العملية الانتخابية أهم من العملية التربوية.. ؟!

هل العملية الانتخابية أهم من العملية التربوية..؟!- علي الذرحاني

هل العملية الانتخابية أهم من العملية التربوية..؟!
 علي الذرحاني
 على الرغم من أهمية العملية الانتخابية لتجسيد الممارسة الديمقراطية في الحياة السياسية، إلا أن نجاح تحقيق هذه العملية لا ينبغي أن يأتي على حساب نجاح العمليات الاخرى في المجالات المختلفة التي تحتاج إلى تطور وتقدم وازدهار، ومنها العملية التربوية والتعليمية على سبيل المثال.
فالملاحظ أن الكثير من الدول المتقدمة والمتحضرة تولي جل اهتمامها للعملية التربوية والتعليمية، وتنفق الأموال الطائلة على البحوث التربوية وقضايا تطوير التربية والتعليم إلا في بلادنا، فهذه المسألة لا تكاد تشغلنا كثيراً أو تؤرقنا كما تؤرق الدول المتقدمة، والدليل عدم اكتراثنا لما سيحدث للعملية الدراسية والتربوية من تعطيل وتأخير وتوقف نتيجة اختيار اعضاء من كوادر تربوية وتعليمية وادارية يقومون بالاعداد والتهيئة والاشراف على العملية الانتخابية لمجلس النواب، بالإضافة إلى «الدربكة» التي ستحدث من جراء تخصيص مراكز ودوائر انتخابية داخل المدارس ومشاهدة التلاميذ والطلاب لحركة غريبة داخل مدارسهم كالمظاهر المسلحة وحركة الناس وغياب بعض الاداريين والمدرسين والمدراء مما يثبط همم بعض الطلاب والتلاميذ عن الاقبال على الدراسة ويقتل حماستهم من بداية العام الجديد، هذا ويؤثر على نفسيتهم فيبدؤون بالتغيب والاهمال والتقاعس نتيجة غياب مدرسهم الذي ذهب للعملية الانتخابية ناهيك عن تأخر الدراسة وضياع كثير من الوقت وزمن الحصص والدروس الكثيرة وجزء لا بأس به من المنهج الدراسي ويصاب بعض أولياء أمور التلاميذ والطلاب بالإحباط واليأس ويعتريهم القلق على مستقبل أولادهم وبناتهم جراء هذا الاجراء المفاجئ لهم. ولا ندري هل كانت وزارة التربية والتعليم واعية بهذا الأمر! وهل قامت بعمل الاحتياطات اللازمة لتلافي حدوث أي طارئ وسيؤثر أو يعرقل سير العملية التربوية والتعليمية؟! وهل ستحدث نتائج عكسية لا تحمد عقباها نتيجة هذا الاجراء الذي اتخذته الجهة المعنية بتنظيم الانتخابات؟! عندما قررت اختيار كوادر من وزارة التربية والتعليم، فخلقت أزمة دراسية وتربوية بعرقلة عام دراسي كامل؟! ولماذا لا تفكر اللجنة العليا للانتخابات بتغيير موعد التهيئة والاعداد للانتخابات الى الاجازة الصيفية ومدتها ثلاثة أشهر أو اكثر ما دامت ستستعين بكوادر من التربية والتعليم؟! أم أن العملية التربوية والتعليمية لا تعنيها أكثر من اهتمامها بنجاح العملية الانتخابية؟! ولماذا لا تفكر اللجنة العليا بالاستعانة بكوادر أخرى من مرافق أخرى ومن العمالة الفائضة ومن المتقاعدين وفيهم من ذوي الخبرة والكفاءة، والعملية الانتخابية لا تتطلب قدرات خاصة أو مهارات فردية متميزة لا يجيدها إلا الكادر التربوي أو التعليمي، لأن الناخبين اليمنيين لا يحتاجون إلى «تربية وتعليم انتخابي» لأنهم قد مارسوا العمل الديمقراطي والشوروي منذ أيام الملكة بلقيس. لكن سلطتنا «الموقرة» تعتقد أن جماهير الشعب في حاجة ماسة إلى محو أمية انتخابية فاختارت لنا كوادر تربوية وتعليمية يعلموننا «ألف باء الانتخابات». فمبروك علينا سير الدراسة الانتخابية التي جاءت على حساب سير الدراسة التربوية والتعليمية!