أيها العرب: صوتوا لماكين رجاء! - محمد الخلاف

أيها العرب: صوتوا لماكين رجاء! - محمد الخلاف

لكل العرب في الولايات المتحدة أن يصوتوا للجمهوريين لأجل شخصية القرن.
انه جورج دبليو بوش، أقوى رجل في التاريخ الحديث؛ ساس أرجاء المعمورة، أخضع الفرس، وقض مضاجع الروس، وأدّب العرب.
وأول من طبق مقولة الشاعر: كالثور يضرب لما عافت البقر... لتأديب ولاة الأمصار.
إنه حارس الصليب وسليل فرسان المعبد. إنه إيمان لويس السادس عشر وطموح نابليون وعظمة الاسكندر.
جورج بوش مؤلف كتاب "فن صناعة الأزمات" ألفه بعد أن طبق أفكاره على أرض الواقع.
قيل انه برع في السحر، فقد كان يجمع العرب في الصباح ويفرقهم في المساء.
واشد ما يغضب بوش ظلم الولاة للرعية. وأشد أشد ما يثير حفيظته انتقاص الشعوب من قدر المرأة. هكذا تحدث قبل أيام.
 ولم يكتب التاريخ يوما عن رجل بلغ جبروت وسلطان هذا الرجل، في حين أنه لا يملك من حطام الدنيا سوى بضعة دولارات معدودات، وشقة صغيرة سيعود إليها بعد أيام، ومزرعة لا تزيد على مساحة مرابط الخيل في أحد أطيان حاكم في بلاد العرب.
ويحكى عن هذا الرجل أنه ذات يوم اعتدى على دولة كانت قلب حضارة عظيمة سادت وباد جسدها ولكن روحها بقيت نابضة وكانت مستودع تاريخ لورثة هذه الحضارة، وقد أحالها إلى سخام، فرق شعبها واستباح دماءهم وأعراضهم، وجعل في كل دار نائحة.
 وقيل إنه كان يهدف إلى إذلال أمة بأكملها واستنزاف خيرات الأرض كما قام حينئذ بزيارات لجيران هذه الدولة. فكلما وطأ مطارا من مطاراتهم أطلقوا له إحدى وعشرين طلقة احتفاء بمقدمه، وأقاموا الاحتفالات لا تقام إلا لفاتح، وجددوا له مراسيم الطاعة.
لقد أحال بوش الجامعة العربية إلى متحف للشمع، وجعل من أعضائها أحجارا على رقعته يصفها متى شاء؛ وكيف لا يستطيع وهو يملك موازين القوى في العالم وما بقي له إلا أن يوجه شركة "بامبرز" أن تصنع حفاظات خصيصة للجامعة العربية لحفظ ماء الوجه.
 لهذا أنا أدلي بصوتي للجمهوريين ولماكين بذاته، لعله يكون على خطى "بوش" العظيم الذي هز العروش وتلاعب بمصائر السلاطين وأذاقهم طعم الجور الذي يسقونه لشعوبهم صباح مساء.