السلطة تتنصل من تسليم بقية الجناة والمواطنون مستعدون لأي مواجهة تقدم عليها الدولة لتخليص أمرها

السلطة تتنصل من تسليم بقية الجناة والمواطنون مستعدون لأي مواجهة تقدم عليها الدولة لتخليص أمرها

- طور الباحة – ماهر الشعبي
لا يزال الانفلات الأمني في طور الباحة سيد الموقف حتى الساعة، خصوصا بعد مغادرة كل قوات الأمن المديرية عقب مقتل عضو المجلس المحلي في المديرية، حافظ محمد حسن، والشيخ يحيى الصوملي، واستمرار احتجاز الجنود الثمانية والأطقم العسكرية الثلاثة التابعة للأمن المركزي، وفشل كل المساعي الحكومية لإطلاق سراح الأسرى، وعدم توصل كل تلك الوساطات التي قدمت إلى المديرية لحل الأزمة القائمة مع رجال القبائل المتمركزين في الجبال والمرتفعات مع أسلحتهم استعدادا لأي مواجهة عسكرية تقدم عليها السلطة في محاولة منها لتخليصهم من الأسر بالقوة، وهو ما يشير إلى إلقاء القبض على بقية القتلة الخمسة الذين نفذوا قتل يحيى الصوملي ومحاكمتهم في المديرية أو في المحافظة، سيما وأن الجميع مستاء كثيرا من طريقة مقتل الشيخ ورئيس لجنة الخدمات في المديرية، عندما أقدمت قوات الأمن على قتله أمام ساحة المحكمة والنيابة وفرت به إلى محافظة لحج على متن الطقم الذي نفذ عملية القتل صبيحة الاثنين قبل الماضي.
وأكد أحمد الصوملي، شقيق المجني عليه، لـ"النداء" أن شقيقه ليس له أي عداوة مع أحد ويحظى بحب واحترام الجميع. واعتبر مقتل أخيه على أيدي قوات الأمن المركزي عملا إجراميا، وخصوصا أن أخاه تم تصفيته فوق الطقم قبل أن يتم ضرب ورفس أحمد علوان عضو المجلس المحلي للمديرية، الذي أكد أن الشهيد قبيل مقتله بنصف ساعة "كان متواجدا عندي، بعدها ذهب إلى النيابة"، وأشار إلى أن الشهيد كانت له مواقف مشرفة لحل الكثير من القضايا والخلافات، "وكنا غالبا في المجلس المحلي نعود إليه في كثير من الأمور وليس له أي ذنب. أما قضية مقتل زميلنا الشهيد حافظ فكانت في عصر ذلك اليوم عندما داهمت أطقم عسكرية تابعة للأمن المركزي عددا من قرى المديرية بطريقة مستفزة للمواطنين وهي تطلق أعيرتها النارية صوب المواطنين". وأضاف علوان لـ"النداء" أن المواطنين عندما رأوا تلك الحملة العسكرية عرفوا أنها موجهة ضدهم وخاصة أن تلك القوات دخلت عن طريق الجبال إلى قراهم. عندها تلقى "حافظ"، اتصالات تدعوه للخروج والتفاهم مع تلك القوات من أجل أن تنسحب من القرى، وعند خروجه أطلقت عليه تلك القوات النار أمام منزله فأردته قتيلا، عندها هب المواطنون من عدد من القرى وأطلقوا نيرانهم على تلك القوات وحاصروها وأسروا ثلاثة عشر جنديا وثلاثة أطقم عسكرية مع أسلحتها المختلفة.
عز الدين السروري، أمين عام المجلس المحلي في المديرية، أدان العملية واستنكرها بشدة، وحمّل مسؤولية ما جرى الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية بالمحافظة.
أما منير الصبيحي عضو محلي طور الباحة وأحد أقرباء الأسرى فقال إن "كل اللجان التي قدمت إلينا للتفاوض كان طلبها الوحيد هو الإفراج عن الأسرى بينما دماء شهدائنا لم تجف".
إلى ذلك تشهد مديرية طور الباحة أجواء متوترة وانتشارا للمواطنين بأسلحتهم في الشوارع والجبال والطرق.