إغلاق «الوسط».. جنان لوزي - محمد صالح الحاضري

إغلاق «الوسط».. جنان لوزي - محمد صالح الحاضري

1
يطلقون في مدينة صنعاء على الجنون الزائد عن الحد أو الجنون المصحوب بحركات كوميدية «جنان لوزي» وكانت «جنان لوزي» أستُخدمت أيضاً في 1988، عام تصدير النفط من صافر بمحافظة مأرب عندما كان قد افترض النظام إلى درجة الذعر أن قوى معادية ستفتعل عراقيل أمام عملية تصدير النفط ولذلك قام الإعلام الرسمي بممارسة شكل من أشكال التعبئة المعنوية الهائلة للمواطنين حدد لهم أثناءها أسماء وعناوين وهمية، يحذرهم بها من استهداف خطير للوطن. ويومها كان وزير الاعلام هو حسين اللوزي، فقال المواطنين عن تلك التعبئة الاعلامية إنها «جنان لوزي».
وبدوري عندما علمت بقرار وزير الاعلام إلغاء ترخيص صحيفة «الوسط» قلت إنه جنان لوزي.
2
إن صحيفة «الوسط» هي علامة من علامات تطور الصحافة اليمنية كصحيفة احتلت مكاناً لائقاً في مقدمة قوى الاستقلال المجتمعي.
فصحيفة «الوسط» لم تنشأ لهدف سياسي بل لهدف صحافي مهني، وإن قمع الصحافة على النحو الذي تعرضت له «الوسط» يسيء إلى النظام. إن الحرية الوطنية وفق مفهوم النظام، الذي هو مفهوم انتقائي، بين من معنا ومن ليس معنا، هو مفهوم من لا يهمه تطور البلد. ذلك أن الكم الاعلامي للنظام عندما يهزمه الكيف الاعلامي لصحيفة أهلية فذلك يكشف كيف أنهم عند بروز حالات تعكس قدرة اليمنيين على التطور يبدون انزعاجهم.
لقد اتخذ النظام قرارات خاطئة في السابق وتصرف بوحي من حالتين:
1- نقص المعلومات.
2- العزلة التي يعيشها عن المجتمع.
وهذه حقائق على النظام تلافي المزيد من التورط فيها، وأن يبدأ فوراً بتصحيح الخطأ الذي أدى إلى إغلاق صحيفة «الوسط» الاقرب إلى الفكر الوطني منها إلى ما ادعته دوافع الاغلاق (المغرضة) من التناقض مع هذا الفكر.