«الأيام» حنجرة الجنوب العصية على مؤامرة خنقها - عبده يحيى الدباني

«الأيام» حنجرة الجنوب العصية على مؤامرة خنقها - عبده يحيى الدباني*

أكتب اليوم متضامناً مع الأيام «القلب الجنوبي» النابض، تجاه ما تتعرض له من هجمة همجية، وبلطجة سياسية وحزبية وإعلامية، بلغت أوجّها بالاعتداء الأخير في صنعاء على مبناها ومبنى ناشريها بما انطوى عليه ذلك الاعتداء من ترويع للنساء والاطفال، وإهانة بالغة للعدالة والقانون ولمهنة الصحافة في رابعة النهار وفي وسط العاصمة التي أضحت «قاصمة» لظهور اليمنيين لاسيما الجنوبيين، مع حبنا لصنعاء، كمدينة يمنية عزيزة.
«الأيام» حنجرة الجنوب الصامد، حنجرة من لا حنجرة له، وحنجرة من باتت حنجرته مهددة بالخنق. والآن فإن صحيفة «الأيام» نفسها مهددة بالخنق، ولكن أنّى لهم ذلك وقد عجزوا عن خنقها وهم في أوج شعورهم الواهم بالنصر والشرعية!
إنها «الأيام» عدنية المنشأ والمدرسة، مهنية القضية والرسالة، لقد ظلت حاملة القضية الجنوبية خلال أكثر من ثلاثة عشر عاماً، وهذا يتفق تماماً مع رسالتها المهنية المدنية الأمينة. وليس في الأمر تعصب أو تحيز أو مبالغة أو افتعال، فهي لم تصنع القضية من العدم ولكنها جمعتها جمعاً مهنياً وطنياً من صدور المظلومين وعيون المقهورين وجباه المقاتلين المسرحين، ومن أنين الأرض ونحيب البحر، وجراح الشواطئ، تحت وطأة السيطرة والاستيلاء والعبث، ومن صراخ المنشآت والمؤسسات والمصانع والتعاونيات والجمعيات، ومن دموع أصحابها وعمالها المشردين وأطفالهم ونسائهم... أجل لقد جمعتها جمعاً من المعسكرات والمعالم التاريخية المستباحة في الجنوب، ومن الوزارات والسفارات والمقرات والأندية ومنازل الكثير من المواطنين وغير ذلك. فهل كان ممكناً للأيام أن تسكت عن كل هذا كصحيفة مهنية عريقة تحترم نفسها ورسالتها؟ إن هذا يعني نهاية «الأيام» نفسها.
لقد وجدت الصحيفة أحجاراً فبنت مبنى كبيراً ما يزال يكبر ويستوي، هذا المبنى هو «القضية الجنوبية» بكل جوانبها، وتفاصيلها وعمقها، هذا المبنى نفسه هو الذي جرى الاعتداء عليه في صنعاء كنوع من الإسقاط والانتقام. وفي الوقت ذاته فإن مبنى الصحيفة في صنعاء ومنزل الناشرين هما منزلنا جميعاً بكل ما تحظى به المنازل من حرمة وكرامة وشرف وواجب الحماية والدفاع و الذب.
والحق أننا قد عرفنا «الأيام» صحيفة محايدة مهنية، تنشر أخبار السلطة والمعارضة والمستقلين، وتنشر مقالات من مختلف الرؤى السياسية, وتقوم بتحقيقات نوعية من كل مناطق اليمن، فهي مخلصة لرسالتها وسائرة على الدرب الذي شقه عميدها الأستاذ المرحوم محمد علي باشراحيل.
* مدرس في كلية التربية- جامعة عدن