عقيد متقاعد يوهم تاجر آثار ببيع ما بحوزتهم على قائد الفرقة الاولى

عقيد متقاعد يوهم تاجر آثار ببيع ما بحوزتهم على قائد الفرقة الاولى

- هشام سرحان
في منتصف شهر يناير الفائت أمضى شخصان قرابة ثلاث ساعات واقفين بجوار البوابة الشرقية لمقر قيادة الفرقة الأولى مدرع. ولكن دون جدوى، فالعقيد الذي كان يرتدي بزته العسكرية لم يعد بحسب الاتفاق.
لقد غادر من البوابة الأخرى حاملاً معه نقودهما الأثرية المقدرة بعشرين قطعة ذهبية، مائة قطعة فضية، تماثيل برونزية. كان قد وعدهم بعرضها على قائد الفرقة الأولى مدرع. موهماً إياهم بشغف قائده على اقتناء الآثار، وسخاء جيبه في شرائها.
عاد الاثنان خائبين وصامتين. فصاحب العملات عاد إلى تعز وصاحب التماثيل البرونزية عاد إلى ذمار.
بعد عشرة أيام كانت احدى حواري صنعاء القديمة مسرحاً لمواجهات لغرباء عن الحي استخدم فيها الرصاص الحي.
لقد تواجهوا مجدداً: تاجر الآثار، والعقيد المتقاعد الحائز على النقود الأثرية وشخص آخر أوكل إليه العقيد بيع النقود الأثرية.
كانت المواجهة بالنسبة للعقيد الفار فاجعة كبرى. لقد كان يعتقد بأنه تخلص من التاجرين وانفرد بعائدات القطع الأثرية.
أثناء الإشتباك أشهر العقيد سلاحه وأطلق النار وأصاب شخصين إصابات طفيفة أحدهما يدعى صالح مقبل زياد وهو الشخص الموكل إليه بيع الآثار من قبل العقيد أما الآخر يدعى يونس إبراهيم كان قد تدخل لفض الإشتباك.
عقب سماع دوي الأعيرة النارية، طوق رجال رجال الأمن المكان وتم إسعاف المصابين وشرعوا في التحقيقات.
بعد يومين أحيلت القضية إلى نيابة الآثار، ومنها إلى القضاء. ومن المقرر عقد الجلسة القادمة في 13 مارس الجاري.
كان القاضي قد أطلق سراح تاجر الآثار بضمانة، بينما أبقى على العقيد المتقاعد في السجن.
طبقاً لمصادر خاصة بـ«النداء» فإن النقود التي تعود إلى الدولة الصليحية، أرسلت من محل فضيات في محافظة تعز إلى شقيق صاحب المحل المقيم في صنعاء لبيعها وهذا الأخير خبير ببيع الآثار ضمن آخرين لكن هذه المرة وقعا ضحية في نصبه عقيد متقاعد حيث التقاهم، واعداً إياهم ببيعها بمبالغ كبيرة لقائد الفرقة الأولى مدرع. أخذ ما بحوزتهم ودخل مقر قيادة الفرقة ولم يعد إليهم.
 حينها لزم التاجران الصمت وعمما على جميع عملاتهم من تجار الآثار الفضيات وتحديداً في صنعاء القديمة إبلاغهما حال مجيئ شخص عارضاً نقوداً أثرية وزودوهم بأوصاف هذه النقود بعد مرور أسبوع تلقى التاجران إتصالاً من سوق الملح، مفاده أن مجهولاً يعرض نقوداً لها الاوصاف ذاتها. بعد وصلها إلى سوق الملح رفض المجهول إعطاءهم النقود غير أنه لاذ بجهازه المحمول متصلاً بالعقيد المتقاعد الذي أوكله مهمة بيعها طالباً منه الحضور لإتمام صفقة البيع.
عقب وصول العقيد كان ينتظره وكيله، إلى جواره وقف تاجر الآثار كانت الدهشة أقوى مما يحتمل. فأخرج مسدسه مصوباً إياه دون تحديد الهدف، ضاغطاً على الزناد فأصابت رصاصة وكليه، آخر من قاطني صنعاء القديمة. مرت لحظات بعد دوي الرصاص قبل أن يجدوا أنفسهم مطوقين برجال الأمن اسعف المصابون إلى المستشفى، اقتيد الآخرون إلى قسم الشرطة الذي شرع في التحقيق بعد يومين كان ملف قضيتهم في نيابة الآثار، ثم في القضاء.
المصادر ذاتها أكدت للصحيفة أن تجار الآثار يعملون ضمن شبكة منظمة لا تخلو من أسماء كثير من النافذين، مشيراً إلى عدم تردد التاجرين في مواصلة صفقتهما حال عرض عليهم العقيد بيع الآثار إلى قائد عسكري رفيع، موضحاً أن ذلك يدل على قناعة مسبقة أن مخالفة القانون لا تقتصر على الصغار فقط.
وقالت إن تحقيقات نيابة الآثار والجلسات الأولى في القضية تغاضت وتجنبت الحوض في انجرار التاجرين وراء القضية اللذين سلما بجدية شراء النقود الأثرية من قبل قائد الفرقة.
 أي دولة أخرى فإن أول ما تقوم به النيابة أو القضاء عرض تاجري الآثار على الطب النفسي والتأكد من قواهم العقلية.