حرب... على مدرسة حضرموت

حرب... على مدرسة حضرموت - هشام علي السقاف

< جواباً على سؤال عصر العولمة: سُنّي أم شيعي؟ جرت على لسان مسلم لا يتكلم العربية في ماليزيا عبارة:" أنا من مدرسة حضرموت الإسلامية ".
 < بعيداً عن فذلكات قصة أو حكاية، وولوجاً إلى لُبّ الموضوع:
ميّزوا المدرسة الحضرمية - بما هي تربية وطباع وسلوك - بأركان أربعة: علم، عمل، تقوى و ورع.. ويغفلون عادة ذكر عمادها الأساس: كسر السيف، بما يعنيه ابتعاد شيوخ وعلماء الإسلام عن كراسي التسلط والحُكم، فهم قدوة لا يتلاعبون بحيل ومكائد السياسة، يغرسون في الإنسان الصفات الأربع ويجعلون منه، مهما صغرت قدراته أو وظيفته، صاحب رسالة إلهية مهمة في حياته.
 < نجحت المدرسة في نشر الإسلام في أصقاع العالم بالقدوة الحسنة خلال السبعمائة عام الأخيرة، واجتذبت ملايين المنتمين، وهي تواجه منذ مطلع القرن العشرين الفائت حربا ضروساً لخلخلة أركانها الأربعة في موطنها وفي مواقع انتشارها، و خسرت فيها كذا معركة..
لكن مع تقادم الأيام -وخاصة هذه التي نعيش غليانها واضطرابها وصراعاتها القذرة- تترجح كفّة كسب الحرب على العقول رغم سعارها وصبّ زيت الدولارات عليها من قبل دول ومخابرات في شرق العالم وغربه وإذكائها بعواصف دائية وإعلامية هائلة، لصالح هذه المدرسةالتي تزكّي و تطهّر روح و خُلُق الإنسان بفطرته التي خلقه خالقه عليها، لأن الإسلام دين الفطرة.
< مازالت الذاكرة تحتفظ بتفاصيل الهالة الإعلامية الضخمة التي غطّت العالم بعد 11 سبتمبر 2001 وماتلاه من حوادث دامية يكون أحد المتهمين المزعومين فيها ينتسب إلى حضرموت وإنْ لم يزرها في حياته... وتحضرني إجابة مواطن مسن في قرية "الرباط" بدوعن على سؤال إحدى الفضائيات العالمية عن أسامة بن لادن، الذي هاجر جدّه "عوض" من هذه القرية قبل زهاء مائة سنة، قال: "لو تربّى أسامة هنا لما كان هو أسامة الذي تتهمونه وعنه تبحثون".
 < مدرسة حضرموت الإسلامية ليست (جغرافيا)، بل قِيَم و سلوك، والدليل: مسلم ماليزيا.
hishamfargazMail