ربما لم يجد ثلاثتهم خياراً غير ذلك لكنهم على ثقة أن الحال من بعضه.. نُزهَة في الخانة؟!

ربما لم يجد ثلاثتهم خياراً غير ذلك لكنهم على ثقة أن الحال من بعضه.. نُزهَة في الخانة؟! - فكري قاسم

 العفوية، لا سواها، أصعب امتحان يمكن للمرء أن يواجهه في الحياة.
ثلاثتهم في (الصورة) لايبدو أنهم يواجهون شيئاً من ذلك.
هم 3: الجد، وحفيداه، ورابعهم شارع لم يغادره الفضول للحظة آنذاك.
من أين جئتم؟! (قلت لأحد المارة أن يسألهم). رد العجوز مبتسماً: مِن دمت، ودَينا الجهال دورة (أخذنا الأطفال رحلة).
الصورة أبلغ من أي محاولة لابتكار جملة بوسعها مزاحمتهم في «خانة» لاتتسع لأي شيء رابع حتى ولو قطعة بسكويت!.
< قرابة 140 كم (لست متأكداً من قياس المسافة) قطعوها على الوتيرة ذاتها، ذهاباً وإياباً بين العاصمة صنعاء وحمام دمت في الضالع.
مجرد النظر الى سيارة مقاعدها ممتلئة بالأجساد، ولها في الخلف فاه مفتوح كما لو أنه فاه حوت التُقط للتو صيداً، دونما أية عناء، كما ومجرد النظر - ل10 دقائق فقط- إلى ثلاثتهم - الحفيدين والجد- وهم « محشوكين» في «الخانة» يشعر العين بالتعب، فما بالكم بسيقانهم! «المربطة» طيلة (3) ساعات ذهاباً وإياباً؟!.
هو الفقر حتماً.. هي البساطة أيضاً.. هي العفوية غير المبالية بأحد. وكنت أخرج الكاميرا من نافذة السيارة التي  كنت أستقلها خلفهم، ألتقط صورة، وينظرون إلى كما لوأنهم 3 ملوك مترفعين عن الصغائر!!.
< إلهي ما أروع عفوية ثلاثتهم! إلهي ما أقبح هذا البلد المعبأ بسيارات فارهة، لأناس- في الغالب- لايستحقون شيئاً منها على الإطلاق!.
fekry