مخاوف من نقل المواجهات إليها.. الجوف.. ميدان ثانٍ لجغرافية الصراع بعد صعدة

مخاوف من نقل المواجهات إليها.. الجوف.. ميدان ثانٍ لجغرافية الصراع بعد صعدة

- الجوف - مبخوت علي
تبدو المواجهات المسلحة بين الجيش والحوثيين آخذة في التمدد في مربعات جديدة خارج حدود صعدة. والراجح أن محافظة الجوف مرشحة منذ ثلاثة أسابيع لأن تكون ميداناً ثانياً في جغرافية الصراع الدائر.
وطبقاً لمصادر موثوقة فإن المحافظة تشهد اجراءات أمنية وتعزيزات عسكرية في غالبية المديريات التي بدت تحركات الحوثيين فيها أكثر علنية.
كما تشهد المحافظة لقاءات مكثفة بين قيادة المحافظة والأجهزة الأمنية والعسكرية من جهة وبين قيادة المحافظة ومشائخ القبائل وقادة أحزاب اللقاء المشترك من جهة ثانية. وهي اجراءات أعقبت هجمات متواصلة من قبل الحوثيين على مواقع عسكرية وأمنية، منذ ثلاثة أسابيع، قتل فيها جنديان وأصيب ثلاثة أحدهم ضابط في «اللواء التاسع ميكا» القريب من مبنى المحافظة في مديرية الحزم عاصمة المحافظة.
وقالت المصادر أن الحوثيين في البدء شنو هجوماً موسعاً على اللواء التاسع في الجبل الأحمر واستمرت المواجهات قرابة الخمس ساعات ولم يصب فيها سوى ضابط فيما الحوثيون تمكن من الفرار، اعقبها هجوم على نقطة تفتيش في السلامات وصف بالأعنف واستخدم فيه الرشاشات وقذائف المدفعية وصواريخ الهاون. واسفرت عن مقتل جنديين وكلاهما من محافظة مأرب واصابة آخر. ومرة أخرى تمكن الحوثون من الفرار دون أن يذكر المصدر وقوع اصابات فيهم.
كما أن أحد المعسكرات بين مديريتي الغيل والصلوى تعرض هو الآخر لهجمات متقطعة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة دون وقوع أي إصابات.
وطبقاً للمصدر فإن الجوف تعيش أجواء ما قبل العاصفة والجميع في حالة ترقب وقلق، وأن قيادة المحافظة طلبت من مشائخ القبائل منع الحوثيين من المرور عبر اراضيهم وطلبت احزاب اللقاء المشترك بنشر الوعي وسط أبناء المحافظة من مخاطر الحرب وما سيترتب على نشوبها.
وكشفت المصادر أن الحوثيين ليسوا دخلاء على محافظة الجوف وأنهم يمارسون أنشطتهم الدينية وفعالياتهم الثقافية منذ أربع سنوات بشكل علني، بالإضافة إلى تدريباتهم المستمرة على الاسلحة الثقيلة والخفيفة في معسكر «الصابرين» في جبل حام بمديرية المتون، وهو معسكر  تعلم به السلطات منذ نشأته ولكنها لا تجرؤ على التدخل في شؤونهم، حسب المصادر.
إضافة إلى ان للحوثيين نظاماً خاصاً بهم في المعسكر، حيث يتكفل كل فرد منهم بنفقاته الخاصة وانهم مقسمون إلى مجموعات كل مجموعة لديها زعيم ومن ينوب عنه.
المصادر ذاتها قالت إن معسكر «الصابرين» يخضع لنظام تفتيش غاية في الدقة، كما أن من الصعب الوصول إليه وأن الحوثيين حرصوا على تزويده بالعتاد من السيارات والأسلحة الثقيلة.
وكانت السلطات حاولت عبر مشائخ المحافظة التحاور مع الحوثيين ولكن دون جدوى كما أن مبادرة المشائخ بدعوة ابنائهم المجندين في معسكر «الصابرين» إلى العودة لمنازلهم باءت الفشل.
وتبدو محافظة الجوف مرشحة أكثر من غيرها لأن تكون ميداناً جديداً للمواجهات بين قوات الجيش وجماعة الحوثيين وهو احتمال قائم لدى ابناء المحافظة الذين تحدثوا عن مخاوفهم من نقل المواجهات إلى المحافظة وتحويلها إلى صعدة أخرى.
الشيخ أحمد صالح قال لـ«النداء» إن تحويل الجوف إلى ساحة للمواجهات المسلحة سوف يحدث خراباً ودماراً ويخلف مشاكل كبيرة لن تنتهي، وأن اطرافاً فاسدين هم من سيستفيدون من هذا الخراب.