تحية إلى سعد الدين إبراهيم: "التضامن" كمُمكِّن للديمقراطية في العالم العربي

تحية إلى سعد الدين إبراهيم: "التضامن" كمُمكِّْْْْْْْْْْْْْْْْْْن للديمقراطية في العالم العربي - عبدالقوي غالب

لم أجد من موقف أبديه، مع الباحث والحقوقي "سعد الدين إبراهيم"، وأنا أستمع لإذاعة "بي. بي. سي" العربية، وهي تذيع خبر الحكم عليه بالسجن لمدة عامين، غير "التضامن الصامت" (بنشره يصبح معلنا) معه في حقه في الكتابة والبحث والرأي، إضافة إلى حقه في التزامه السياسي والأيديولوجي.
ولكن، لماذا "التضامن" هو خيار مناسب، بالنسبة لي على الأقل، في حالة سعد الدين ابراهيم تحديداً؟
بعيداً عن السياسي وسياقه والذي يلف التعامل والحكم على سعد الدين إبراهيم، وهو طبعاً هام لقراءة سعد الدين كنص، فإن "التضامن" هنا يهتم بما يحمله خطاب سعد الدين ابراهيم، ألا وهو "الديمقراطية"، سواء في كتاباته وأبحاثه أم مواقفه... الخ.
وعلى الرغم من أن "سعد الدين إبراهيم" ليس الوحيد، من مفكرين وكتاب ومثقفين عرب، في تحميل خطابهم بعداً ديمقراطياً، إن جاز لنا ذلك، لكنه، أي كتاباته ومقالاته وأبحاثه، بل حتى في تأسيسه لمركز "ابن خلدون"، يغلب عليه "هم الديمقراطية" في العالم العربي، ليس كاشتغال فكري وإنما تحديداً كاشتغال خطابي. أي أنه وهو يقدم الديمقراطية يقدمها كخطاب أكثر مما يقدمها كفكر، بتوضيح أكثر، يمكننا القول إن الديمقراطية لديه ذات صبغة سياسية والتزام كقضية، وهذا الأخير هو الأبرز في عمله وفي خطابه، وهو في الوقت نفس ه، ساعد على ارتفاع حدة صراعه مع السلطات السياسية المصرية.
ما يهم هذه المقالة، وهي تعلن تضامنها مع "سعد الدين إبراهيم"، كما ورد في السطور أعلاه، هو "النُّصرة" لفكرة الديمقراطية، التي يدعو لها خطاب "سعد الدين إبراهيم"، فنُصرة الديمقراطية في العالم العربي تحتاج منا إلى أن نكون بمثابة "أنصار" أكثر مما نكون "ملبين"، ف"النُّصرة" تمكننا من ديمقراطية غير لاهوتية ومن ديمقراطية غير مختزلة بنظام سياسي، فالديمقراطية ليست نظاماً سياسياً على الإطلاق، إنها، حسب داريدا، "حق الوصول إلى كل أرشيف"، فهي هنا، تغدو "ديمقراطية المستحيلـ" حيث تتضمن وينطوي (فيها وبها) "المستحيلـ".
وفي هذا السياق، نحن أنصار لسعد الدين إبراهيم، في الديمقراطية، في العالم العربي، والتي تحتاج إلى "التضامن"، حيث التضامن مع سعد الدين إبراهيم هو تضامن مع الديمقراطية، لأن "التضامن" في نهاية الأمر هو فعل أصيل للديمقراطية (لأنه يفتح الاختلاف حتى مع من نتضامن معه).
وبـ"التضامن"، أيضاً، نلج إلى "الممكن"، فبه يسمع أصدقاء الديمقراطية في العالم أن الديمقراطية في جميع أنحاء العالم أصبحت مهددة بالخطر وأن حق سعد الدين إبراهيم (وهو حقنا أيضاً) في الرأي والكتابة أصبحا في خطر.
Abdulkawi_sMail