الحارس

الحارس - بشير زندال

كنت أنا الحارس! نعم كنت أنا حارس المرمى في طفولتي و لم أكن الحارس لأنني كنت الأفضل في الحراسة. بل لأنني كنت الأضعف بين الأولاد. و أحيانا عندما يكون العدد كبيراً كنت أرضى أن أكون خلف المرمى بحيث أذهب لإحضار الكرة التي تذهب بعيداً. و كنت راضياً و مقتنعاً و كان يكفيني هذا. و حين كنت ألعب في دور الحراسة كنت في صراع مع نفسي و رغباتي فقد كنت أتمنى أن تأتي الهجمة نحو مرمانا, ليس خيانة لفريقي لا, بل لشوقي إلى ملامسة الكرة. لقد كنت –حين أمسك بالكرة– أتلذذ كأني ممسك بفتاة و كنت أقذفها إلى الأرض فتعود إلى يدي اليمنى كأني أتحكم بالدنيا أقذفها فتعود إليّ رغما عنها , فأشير لفريقي بيدي اليسرى بأن يتقدموا نحو المرمى الأخر و كنت في هذه اللحظة فقط أمرهم فيطيعوني ثم أركلها بقدمي كأني أركل الكرة الأرضية بأكملها نحو مرمى الخصم و لكن لسوء الحظ كانت أحلامي باقتراب الكرة تتحول إلى كابوس حين تدخل الكرة إلى مرماي فيسبني معظم لاعبي فريقي و كنت أتذمر قليلاً و لكني أتحمل الإهانات من أجل (كرة القدم). و هكذا كنت حارساً في كل مباراة لعبتها, و لم أرد أكثر من ذلك في صباي و الآن أيضاً لا أريد أكثر من عملي كحارس لفيلا أراقب كل من يدخلها أو يخرج منها و أفتح الباب الكبير كي (آمر) صاحب الفيلا حين يقود سيارته بالدخول أو بالخروج.