العسلي أول العائدين ومصورو الجامعة مستبشرون بجلال فقيرة.. وزراء إلى قاعات المحاضرات

العسلي أول العائدين ومصورو الجامعة مستبشرون بجلال فقيرة.. وزراء إلى قاعات المحاضرات- غمدان اليوسفي

صبيحة السبت الماضي حمل الدكتور سيف العسلي حقيبته الجامعية وترك حقيبته الوزارية.. وضع دفتر التحضير في حقيبته واتجه صوب شارع الدائري متجاوزا عمود "الحكمة يمانية" موليا ظهره منطقة الصافية حيث كان مكتبه في مبنى وزارة المالية الشهير.
الدكتور جلال فقيرة أيضا أخذ كتب السياسة بعيدا عن إرشادات الزراعة "وحشرة المن" وآلات رش المبيدات الحشرية.. كلاهما تجاوز البوابة الحمراء لجامعة صنعاء والتفا يمينا صوب وطنهما الأم (كلية التجارة).
كأستاذين للإقتصاد والسياسة في كلية التجارة والإقتصاد لم يغادر كل من العسلي وفقيرة قاعاتهما كثيرا فقد كان عليهما التواجد في ظهيرة أيام كانا ملتزمين بدوام في وزارتيهما في الصباح، لكن محاضراتهما تقلصت إلى حد ما، وكان محددا عليهما إلقاء عدة محاضرات لاتتجاوز الثلاث خلال الأسبوع.
لم يتأخر الدكتور سيف العسلي طويلا حين أعلن تغيير حقيبته من المالية إلى الصناعة، وحين قرر ترك الوزارة الجديدة كان على أبواب الكلية منتظرا محاضرته بدون تردد، ولا حسرة على كرسي الصافية الذي بدأ بالدوران خلال العام الماضي بعد جمود طال عقودا.
اليوم يدرِّس الدكتور سيف العسلي -الحاصل على دكتوراه في الاقتصاد من الولايات المتحدة- كعادته مادة الإقتصاد، ويدرِّس الدكتور جلال فقيرة مادة العلوم السياسية في المستويات الثالثة والرابعة، وهما أستاذان يتحدث عنهما طلابهما بشكل جيد وسط أعداد كبيرة من الأساتذة الذين لايحظون بذلك التقييم.
يحتفظ "عمار" الطالب السابق في الكلية والعامل حاليا في محل للطباعة وإجراء البحوث قرب الجامعة بانطباع جيد عن الدكتور جلال فقيرة، وهو المستفيد منه أيضا في مصدر رزقه ذاك، فهو ينتظر دوما أعمالا كثيرة يكلف بها الدكتور فقيرة طلابه ليقوموا بالبحث حولها.
يقوم عمار إما بطباعة البحوث أو البحث في الانترنت فيلاقي مبتغاه غالبا، لأن السياسة –حسب حديثه للنداء- متوفرة مادتها كثيرا في شبكة الانترنت، وهي تدر عليه مبالغ جيدة من الطلاب الذين يقومون بتلك البحوث.
وجد عمار نفسه محتاجا لتعويض مافات حين تم تعيين الدكتور جلال فقيرة وكيلا لوزارة التربية والتعليم لقطاع التدريب والتأهيل، ثم أمينا عاما لرئاسة الوزراء، ثم وزيرا للزراعة حيث أصبح حينها غير متفرغ للتدريس كما كان بالرغم أن بحوثه مازالت تمر عبره، إلا أنها خفَّت كما قال.
تخسر الجامعات عددا من كادرها أثناء تعيين كل حكومة جديدة، حيث مازالت هناك مقاعد شاعرة للمغادرين كلياتهم إلى الوزارات، حيث تم تعيين عدد منهم في التغيير الحكومي الأخير وزراء، منهم وزير التعليم الفني، ووزير الزراعة، الذي كان نائبا لرئيس جامعة الحديدة للدراسات العليا والبحث العلمي، ووزير المغتربين الذي يدرس بكلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء، إضافة على وزراء لم يتم تغييرهم، منهم وزيرة الشؤون الاجتماعية الأستاذ المشارك بكلية التربية جامعة صنعاء، وكذلك وزير الدولة أمين العاصمة الذي كان مدرسا في كلية العلوم بجامعة صنعاء ووزير الخارجية وغيرهم.